نشأ في العقد الأخير جيل من الممثلين تمكن من إثبات جدارته من خلال تضمينهم للمبيعات، إلى جانب تمثليهم أدواراً معقدة ولكن خالدة.
فنجم مثل نويد محمدزاده فضلاً عن أنه كسر الرقم القياسي للجوائز التي اقتنصها، فهو يعتبر ممن يضمن مبيعات الأفلام التي يؤدي دوراً فيها.
هذا إلى جانب جواد عزتي الذي قد أطرى الجميع على أدواره مراراً ومرارا، كما أن أمير جديد وساعد سهيلي باتوا ممثلين موثوقين للأدوار الأساسية، فيما شهد مهرداد صديقيان صعوداً متسارعا في العقد الأخير، وبدأ هوتن شكيبا مرحلة جديدة من عالمه التمثيلي بعد اقتنائه العنقاء البلورية من مهرجان فجر السينمائي.
هذه القائمة لكن تتضمن أسماءاً تعاملوا مع مخرجين مشهورين وكان من شأن فيلمهم الجديد أن يكون منصة انطلاق لهم. فهذه نعمة أن نرى ممثلين موهوبين جدد، في سينما بات يمثل أدوار الشباب فيها في بعض الأحيان ممثلون في العقد الخامس من عمرهم.
لكن هناك 4 ممثلين يعتقد أنهم أمام مستقبل واعد ولأن تلمع نجومهم في سماء السينما الإيرانية مستقبلا.
بهرام أفشاري
قد يمكن تشبيه المسار الذي قطعه بهرام أفشاري في السينما بالمسار الذي قطعه أمير جعفري، فهو من زمرة الممثلين المتمكنين في المسرح، الذين اضطروا للدخول إلى عالم التصوير خوض الصعاب بسبب شكل أجسامهم. فتمثيل بهرام أفشاري في أفلام مثل "لست عصبيا" و"بحاجة إلى عمال" و"لانتوري" لم يلتفت إليها المشاهد العام بالشكل الذي يليق، إلى أن مثل أفشاري في مسلسل "العاصمة" وهناك التفت المشاهد إلى أداءه، ما جلب الشعبية له، واستطاع بهرام أفشاري أن يثبت فنه ومواهبه، على الأقل في الأفلام الكوميدية. وإن كان الأمر متأخراً قليلاً ولكن حضوره في عدد من أكثر الأفلام مبيعات في السنة أو السنيين الأخيرتين يثبت أنه يسلك مسيراً واعدا. بهرام أفشاري يشارك هذا العام مع فيلم مهران أحمدي "رسن الكلب" في مهرجان فجر هذا العالم.
نويد بورفرج
قد يعود ضمور اسم نويد بورفرج لدوره الوحيد في السينما الإيرانية في فيلم "العقول الصغيرة الصدئة"، وهذا ما قد يثير الاستغراب في إدراج اسمه ضمن الأسماء الواعدة. لكن النوعية التي تضمنها حضوره اليتيم في السينما ومقدرته في التمثيل أثبتت أن مستقبلاً زاهراً ينتظر نويد بورفرج. وحين لمع دوره بفيلم هومن سيدي ترشح نويد بورفرج لنيل العنقاء البلورية للأدوار المكملة، ولكن هذا العام ومن خلال فيلم "لب العظم" وإلى جانب ممثلين مشهورين كـ جواد عزتي وبريناز إيزديار وغيرهم، سيكون نويد بورفرج حاضراً بقوة في مهرجان فجر السينمائي. لذلك فإن المراهنة على اسمه ليس من ضرب المجازفة، وذلك في السينما التي جعل التكرار أن تتعطش إلى الوجوه الجديدة والموهوبة.
علي شادمان
هو أقدم شباب هذه القائمة، وفي نفس الوقت أصغرهم سنا. فخلافاً للكثيرين الذين أجادوا التمثيل بفيلم أو فيلمين في صغرهم لكن كان مصيرهم النسيان كلما كبروا أكثر فإن علي شادمان لا زال يقطع مسيراً متصاعدا. هو كان الكشف الذي عرضه الراحل رسول ملاقلي بور في فيلم "ميم كـ الأم". تمكنه من عزف الفايولين بالفيلم إلى جانب المشاهد العاطفية التي أداها مع دور والدته - والتي باتت من اكثر المشاهد عاطفية في تاريخ السينما الإيرانية- قد يكونان السبب في ترسيخه. حضور علي شادمان الناجح في المسرح والسينما والتلفزيون وبشكل متزامن يجعل منه خياراً ملحاً للمشاريع السينمائية في الأعوام القادمة. ويكفي من أدواره الإشارة إلى أفلام "أروند" و"أصحاب الفلل" و"جاندار" لكي نعي صعوبة وتعقيد الأدوار التي مثلها في الأعوام الاثنين أو الثلاثة الأخيرة،. لذلك وبهذا الماضي يسهل أن نتوقع مستقبلاً باهراً لشاب مازال في الـ22 من عمره.
مجتبى بيرزاده
الحضور في فيلم أصغر فرهادي الحائز على الأسكار أي "البائع" يكفي لكي يكون منطلقاً لأي ممثل نحو النجومية. لكن هذا المسار تعثر بالنسبة لمجتبى بيرزاده. لربما ذوقه المسرحي، ورغبته في الحضور في أدوار مجازفة وعدم ارتضائه لأداء أدوار أخرى كان السبب في ذلك. لكن الإمكانية والمقدرة التمثيلية التي تكمن في مجتبى بيرزاده استناداً لدوريه في "البائع" و"كسر 20 عظاماً" تثبت أننا أمام ممثل مقتدر في مجال السينما الاجتماعية. هو يتنافس هذا العام من خلال فيلم "نحن مضطرون" للمخرج رضا درميشيان. لربما لن يدعنا سنه أن نصنفه في خانة الشباب لكن أسلوب مجتبى بيرزاده في التمثيل تجعله من ضمن الشباب الذين يلوح نور نجوميتهم في الأفق القريب للسينما الإيرانية
ف.أ/د.ت
إقرأ المزيد:
الممثل علي شادمان يجرب "الموت في الماء الطاهر"